Top

اجتماع المجلس الاستشاري الصناعي لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يحتفل بعقد من الابتكار

شاركت القيادة العليا للجامعة و26 ممثلاً صناعياً على المستوى التنفيذي يمثلون الشركات الأعضاء في برنامج التعاون الصناعي في جامعة الملك عبدالله، الاجتماع السنوي العاشر للمجلس الاستشاري الصناعي للجامعة، الذي عُقد في الحرم الجامعي. صورة من الأرشيف.

بقلم أوريلي أرسوز، برامج جامعة الملك عبدالله

شهدت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) انعقاد الاجتماع السنوي العاشر للمجلس الاستشاري الصناعي للجامعة KIAB في الفترة من 4 إلى 5 نوفمبر. يضع هذا الاجتماع السنوي المميز أنشطة الجامعة في مجال الأبحاث والتعليم والتنمية الاقتصادية موضع نقاشٍ يستمر على مدى يومين مع شركاء الصناعة ضمن الحرم الجامعي.

يذكر أن جامعة الملك عبدالله احتفلت في سبتمبر بمرور 10 سنوات على تأسيسها ، ما يمثّل علامة بارزة تميزت بإنجازات أكاديمية كبيرة ورؤية طموحة للمستقبل. وقد سلط اجتماع المجلس الاستشاري الصناعي للعام 2019 الضوء على الإنجازات البارزة على مدى السنوات العشر الماضية، كما ركز على خطط البحث والتطوير الاقتصادي في المستقبل، مع التأكيد على رؤية المملكة 2030.   وضم الاجتماع الذي ترأسه رئيس الجامعة الدكتور توني شان،  26 ممثلاً صناعياً على المستوى التنفيذي يمثلون الشركاتالأعضاء في برنامج التعاون الصناعي في جامعة الملك عبدالله (KICP ).

برنامج التعاون الصناعي

وُضع برنامج التعاون الصناعي في جامعة الملك عبدالله في العام 2009 بغية مساعدة الشركات على الاستفادة من الموارد البشرية والتكنولوجية للجامعة. ويساعد البرنامج القطاع الصناعي في إيجاد طرق مخصصة للمساعدة في النفاذ إلى كاوست ، وتحويل احتياجات العمل إلى منتجات وآليات وتقنيات مبتكرة للمستقبل.

وعلى مدار العقد الماضي تعاونت أكثر من 40 شركة تركّز على البحث والتطوير مع جامعة الملك عبدالله كجزء من البرنامج، بما في ذلك مؤسسات سعودية ودولية، مع التركيز على تطوير البحث والتطوير في المملكة.

اليوم يضم برنامج التعاون الصناعي في كاوست 26 عضوا يمثلون الشركات التالية إير ليكويد، عبداللطيف جميل، بوينغ، داو كيميكال، توتال، رايثيون، إير برودكتس، هاليبرتون، آي بي إم، لوكهيد مارتن، نالكو، سابك، أرامكو السعودية، شلمبرجيه، سيمنز، سبكيم، سوميتومو كيميكال، الهيئة الملكية للجبيل وينبع، إندستريال كلاسترز، مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، الشركة السعودية للكهرباء، تقنية، الهيئة العامة للاستثمار، وشركة المياه الوطنية.

الدكتور توني تشان، رئيس جامعة الملك عبدالله، يلقي كلمته الافتتاحية في الاجتماع السنوي العاشر للمجلس الاستشاري الصناعي لجامعة الملك عبدالله للعام 2019، الذي عُقد في الحرم الجامعي. صورة من الأرشيف.

وخلال السنوات العشر الماضية، موّل أعضاء البرنامج أكثر من 150 مشروعاً بحثياً مع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. ولعلّ من بين الأمثلة البارزة على ذلك إنشاء مؤسسة علي النعيمي لبحوث هندسة البترول ومركز الأبحاث البحرية بتمويل من أرامكو السعودية، بقيمة تزيد عن 30 مليون دولار لأبحاث البحر الأحمر؛ ايضا تقديم هاليبورتون منحة تتضمن 15 ترخيص برمجي لجامعة الملك عبدالله؛ كما خصصت سابك أكثر من 55 منحة لما بعد الدكتوراة ورعاية خمسة أساتذة مساعدين.

 وفي مجال التعاون بين كاوست وأرامكو السعودية حقق فريق من العلماء والاختصاصين في مجال  الحوسبة الفائقة من الجانبين في عام 2016 ، إنجازاً يعد الأول من نوعه في العالم عندما استطاعوا إكمال محاكاة معقدة تعرف ب"محاكاة الترليون خلية"   باستخدام شاهين، الكمبيوتر العملاق في الجامعة. وكان لهذا الانجار أهمية كبيرة لانعكاسه ايجاباً على تطوير عمليات اكتشاف وانتاج البترول من باطن الأرض والبحر بما في ذلك اكتشاف وتحديد المزيد من الاحتياطيات المؤكدة من النفط. كاوست

 جانب اخر مهم   لبرنامج التعاون الصناعي يتمثل في استقطاب وتوظيف اعضاء البرنامج لأكثر من 25 بالمئة من خريجي  الجامعة،   وتعين 160 موظفاً من ذوي المهارات العالية في مدينة الأبحاث والتقنية في كاوست.

المجلس الاستشاري الصناعي

سلط وتزامن برنامج التعاون الصناعي لهذا العام مع مرور عشر سنوات على تأسيس الجامعة حيث تم تسل الضوء على مسيرة 10 سنوات من الابتكار، وعلى إنجازات الحاضر، مستشرفاً آفاق المستقبل. ويمكن القول إنّ النهج الجديد يركز على التحول نحو أبحاث تتقاطع بشكل متزايد مع التقنيات الرقمية، كالتعلم الآلي والحوسبة الفائقة.

وبهذه المناسبة ألقى الرئيس تشان كلمة افتتاحية، ركّز فيها على خطط جامعة الملك عبدالله الاستراتيجية والأولويات الوطنية الجديدة، جاء فيها:

" نحن اليوم بصدد طرح مبادرات بحثية جديدة. لدينا أضافة لبحوثنا في ميادين الطاقة والمياه والبيئة والغذاء،  تشملمبادرات في مجال الذكاء الاصطناعي، والصحة الذكية، والبحوث الطبية ذات التأثير".

الدكتور كيفن كولين، نائب رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية نائب للابتكار والتنمية الاقتصادية، يتحدث إلى الحضور خلال الاجتماع الأخير للمجلس الاستشاري الصناعي للجامعة. صورة من الأرشيف.

وخلال الاجتماع الذي عُقد على مدى يومين تم التشديد والتركيز على عدة موضوعات هامة وحيوية بداية بالتكنولوجيا الصحية وتأثيرها في المملكة، حيث ألقى الكلمة الافتتاحية المهندس عبدالله المنتشري، كبير مديري الصناعات الدوائية في التجمّعات الصناعية السعودية، ناقش فيها الدور الذي يمكن أن تلعبه المملكة العربية السعودية في ريادة صناعة الأدوية في الشرق الأوسط.

وطرح المنتشري السؤال: "لماذا تعدّ الصناعات الدوائية مهمة للمملكة؟". وأجاب: "لدينا طلب كبير وسوق كبيرة تبلغ قيمتها حوالي 8.2 مليار دولار، ونحن في وضع جيد لأن نكون دولة تصدير".

ومن المتوقع، بحلول العام 2030، أن تستضيف المملكة 30 مليون زائر للحج والعمرة، ما يزيد بشكل كبير من الطلب على المنتجات الصيدلانية وخاصة اللقاحات الإلزامية. وتضطلع كاوست بدور مهم في إنشاء الحديقة الحيوية الحديثة في المملكة، وتطوير منشأة لقاح تجريبي (الشركة السعودية للقاحات والمستحضرات الصيدلانية الحيوية) في الحرم الجامعي، وذلك بالشراكة مع الشركة السعودية للقاحات الطبية SaudiVax ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وشركة تطوير المنتجات البحثية، والتجمعات الصناعية السعودية.

كما شارك في اجتماعات المجلس الدكتور دونال برادلي، نائب رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للأبحاث، الذي أدلى بأفكاره حول عالم الغد في تمرين استشرافي حول أبحاث الجامعة لما بعد العام 2030. وقد ركّز برادلي على الصحة والغذاء والمياه والطاقة والإلكترونيات، مصرحاً بأن التفكير في المستقبل "يمكن أن يساعدنا في تحديد ما يمكن أن يُحدث انقلاباً كبيراً في المعادلات".

البروفيسورة شاهيكا إينال، الأستاذة المساعدة بجامعة الملك عبدالله، تجيب على الأسئلة خلال اجتماع المجلس الاستشاري الصناعي لجامعة الملك عبدالله للعام 2019. صورة من الأرشيف.

وقدّم برادلي بعد ذلك كل من الاساتذةشاهيكا إينال، وسليم الببيلي، وماثيو مكابي، وماني ساراثي، وتوماس أنثوبولوس، الذين أجابوا على الاسئلة المهمة والمطروحة حول توسيع نطاق النفاذ إلى الرعاية الصحية والغذاء والمياه والنقل والإلكترونيات في مواجهة الطلب المتزايد والموارد العالمية المحدودة بشكل متفاقم.

فرص تعاون جديدة

ومن ناحيته، أوضح كيفن كولين، نائب الرئيس للابتكار والتنمية الاقتصادية، أنّ الابتكار يلعب دوراً مهماً في إحداث تأثير ايجابي وفعال نابع من الأبحاث الجامعية.

وأشار كولين: "تتعاون الشركات مع جامعتنا بطرق متنوعة، بما في ذلك ترخيص الملكية الفكرية، والاستشارات، والتعاون في مجال البحث واستخدام منشآتنا. إن من شأن هذه الآليات والعلاقات أن تتيح تدفق المعرفة، ما يساعد شركاءنا الصناعيين على إحداث تأثير حقيقي وملموس في الاقتصاد والمجتمع في شكل منتجات وخدمات ووظائف جديدة".

 وشهد الاجتماع توقيع ثلاث شركات لاتفاقيات مع كاوست:

  • توقيع شركة إير بروداكتس اتفاقية أبحاث رئيسية، لرعاية أبحاث تتم في مركز أبحاث الاحتراق النظيف.
  • توقيع شركة KP4RE مذكرة تفاهم لبدء تعاون أبحاث في مجال الطاقة الشمسية.
  • توقيع شركة Asel Tech اتفاقية مع مدينة الأبحاث والتقنية في كاوست، لتصبح المستأجر رقم 42.

الأهداف المستقبلية

كعادته في النظر دائماً إلى المستقبل، ركز الاجتماع السنوي العاشر للمجلس الاستشاري الصناعي لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على وحدة المهمة المزدوجة للجامعة، المتمثلة في التميز الأكاديمي بالترافق مع التنمية الاقتصادية، ومواصلة تقدم الجامعة في المساهمة في رؤية المملكة 2030.