Top

الدكتور كيفن كولين يتحدث عن التأثير الأكاديمي

تولى الدكتور كيفن كولين، الخبير في الابتكار العالمي، مؤخراً منصب نائب الرئيس للابتكار والتنمية الاقتصادية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. صورة الملف.

عُيّن الدكتور كيفن كولين، رائد الابتكار العالمي، الخبير في التنمية الاقتصادية وإشراك القطاع الصناعي، كنائب رئيس للابتكار والتنمية الاقتصادية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. ويتولى كولين في موقعه الجديد إدارة محفظة الملكية الفكرية للجامعة، والمساعدة على إنشاء ودعم الأعمال الجديدة والمشاريع المشتركة وعلاقات التعاون مع الشركاء الصناعيين، والاستمرار في رعاية الثقافة الفعالة لريادة الأعمال في الجامعة.

يملك كولين أكثر من 20 عاماً من الخبرة في الابتكار الأكاديمي وتطوير الأعمال. وعمل، طوال مسيرته المهنية، على رفع مستوى مشاريع الابتكار الجامعية التي أثمرت عن إطلاق أكثر من 250 شركة ناشئة، فضلاً عن العديد من المنتجات والخدمات.

وشغل كولين، قبيل انضمامه إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، منصب الرئيس التنفيذي للابتكارات في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني بأستراليا لمدة ست سنوات. وعمل على تحويلها من وحدة تسويق تجاري تقليدية إلى مركز إبداع بدعم مجموعة واسعة من الأولويات الجامعية، ومنها التنمية الاقتصادية والتأثير الاجتماعي.

وأسهم كولين في تغيير الجدال الدائر حول العمل المشترك بين الجامعة والقطاع الصناعي في أستراليا، التي كلفته حكومتها بإعداد تقرير عن أكثر السبل فعالية في بناء صلات بين الأوساط الأكاديمية والصناعية. وجرى مؤخراً تعيينه رئيساً للجنة الابتكار والإنتاجية في جامعة نيو ساوث ويلز حيث طرح منهجيات جديدة في الابتكار والتنمية الاقتصادية على مستوى الدولة.


الشراكة بين الجامعات والقطاع الصناعي​

الدكتور كيفن كولن يلقي كلمة في الاجتماع السنوي التاسع للمجلس الاستشاري الصناعي (KIAB) لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والذي أقيم في حرم الجامعة في الفترة من 21 الى 22 فبراير من هذا العام.

 ​
أدار كولين أول برنامج للشراكة بين جامعة والقطاع الصناعي في جامعة هيريوت وايت في المملكة المتحدة. وبدأت الشركات التي عمل معها بالتفكير على نحو أكثر ابتكاراً تجسد بتوظيف عدد أكبر من الطلبة الجامعيين، والتعاون في المزيد من مشاريع الأبحاث والمشاريع الجديدة. وعلى الرغم من أن البرنامج كان برنامج تنمية اقتصادية كلاسيكي، غير أنه لم يحقق للجامعة أي أرباح، لأنه كان مقدماً مع منح من الحكومة الأسكتلندية.

ولكن الدور التالي الذي تولاه كولين في جامعة غلاسكو كان مختلفاً. فبعد أن طُلب منه وضع استراتيجية للتسويق التجاري، انصب اهتمامه على تقديم عائدات من محفظة الملكية الفكرية في الجامعة.

كانت قصص النجاح الباهر في مجال الملكية الفكرية آنذاك تهيمن على أخبار التسويق التجاري الجامعي، كجامعة فلوريدا وشركة "غاتوريد"؛ وجامعة ولاية فلوريدا وعقار تاكسول للعلاج الكيمياوي؛ وبعد ذلك، عقار لايريكا، الذي طُور بالتعاون مع جامعة نورثويسترن وحقق 700 مليون دولار من عائدات حقوق الملكية الفكرية. وكان التركيز أقل على الشراكات والعلاقات التي رأى كولين أنها كانت ناجحة.

تحقيق عائدات من الملكية الفكرية للجامعة


الدكتور كيفن كولن (الثاني من اليسار) أثناء إحدى فعاليات قسم الابتكار والتنمية الاقتصادية في حرم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.

 ​
شغل كولين بعد ذلك منصب رئيس إدارة الأبحاث والمشاريع في جامعة غلاسكو، وعضو مجلس إدارة اتحاد مديري التقنية في الجامعات (AUTM). وبدأ بسؤال زملائه من مكاتب نقل التقنية في جميع أنحاء العالم عن مقدار الأموال التي كانوا يحققونها من الملكية الفكرية، ليكتشف أن الإجابة كانت "ليس بالقدر الكبير".

وبيّن الرئيسان السابقان لاتحاد مديري التكنولوجيا في الجامعات آشلي ستيفنز وجون فريزر أن برامج نقل التقنية في الجامعة لا تحقق تسويقاً تجارياً لأكثر من 25 بالمئة وسطياً من حالات الكشف عن الاختراعات. ولا يضمن سوى 5 بالمئة من هذه التراخيص إنتاج عائدات، ولا يجني سوى 0.5 بالمئة منها فقط أكثر من مليون دولار.

وتساءل كولين عند ذلك: إذا لم تكن عائدات الجامعة هي الحصيلة الرئيسية للعمل الأكاديمي المشترك مع القطاع الصناعي، فما هي إذاً؟

إطار عمل جديد للتأثير الأكاديمي


Dr. Kevin Cullen speaks to the audience during the 9th annual KAUST Industry Advisory Board (KIAB) meeting on the University's campus from February 21 to 22 this year. Photo by Andrea Bachofen-Echt.

كان جليّاً بالنسبة لكولين أن الجامعات تقوم بدور هام في خدمة الصناعة والمجتمع. ولم يكن المهم جني الأموال من الملكية الفكرية وإنما زيادة التأثير الاجتماعي الاقتصادي للجامعات إلى الحد الأقصى. وطلب كولين من فريقه في جامعة غلاسكو الكف عن التركيز على الملكية الفكرية، ودراسة سبل العمل المشترك بين باحثيهم والشركات عوضاً عن ذلك.

لقد أصبحت القدرة على قياس التأثير دافعاً هاماً بالنسبة لكولين. لقد صمم خلال العقد المنصرم المعايير المستخدمة في تقييم تمويل الجامعات، وذلك في اسكتلندا عن طريق "منح نقل المعرفة"؛ وفي المملكة المتحدة مع "تمويل الابتكار في التعليم العالي" (HEIF)؛ وعالمياً مع اتحاد مديري التكنولوجيا في الجامعات و"براكسيسونيكو" (Praxisunico)؛ وأخيراً في أستراليا في "ابتكارات جامعة نيو ساوث ويلز".

وفي المملكة المتحدة، دعم كولين "مجلس تمويل التعليم العالي في إنكلترا" (HEFCE) في تطوير "جدول أعمال التأثير"، مما أدى إلى تقييم التأثير كجزء من "إطار عمل التميز في الأبحاث". وكجزء من النظام الجديد، يستند 20 بالمئة من تمويل إجمالي منح الجامعة على التأثير المثبت للأبحاث.

نموذج تبادل المعرفة الذي طوره الدكتور كيفين كولين ، نائب الرئيس للابتكار والتنمية الاقتصادية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. يشرح النموذج تدفق المعرفة من الأبحاث إلى التأثير والتنمية الاقتصادية.

وفي 2011، أصبح كولين رئيساً تنفيذياً للابتكارات في جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، حيث طرح منهجية جديدة للابتكار والعمل مع القطاع الصناعي، ناقلاً التركيز من الملكية الفكرية والعائدات إلى العلاقات والتأثير. لقد أثبت عمله في جامعة نيو ساوث ويلز أن وضع العمل المشترك بين الجامعة والقطاع الصناعي مشابه لنظيره في المملكة المتحدة، أي أن عائدات الملكية الفكرية تمثل أصغر نسبة من عائدات الجامعة، في حين تمثل شراكات الأبحاث النسبة الأكبر.

وأثناء وجوده في "ابتكارات جامعة نيو ساوث ويلز"، كلفت وزارة الصناعة الأسترالية فريق كولين بإعداد تقرير للتوصية بمقاييس التأثير المناسبة. وكان بعض المقاييس المقترحة يستند إلى النموذج الذي وضعه كولين لتبادل المعرفة، الذي يصف تدفق المعرفة من الأبحاث إلى إحداث التأثير والتنمية الاقتصادية. وتستطيع الجامعات عموماً متابعة وقياس قنوات تبادل المعرفة بما يشمل الاستشارات والتدريب والمنشآت والأبحاث والملكية الفكرية وإنشاء الشركات، مما يجعل منها عملية معقولة لتدفق المعرفة.

التأثير الأكاديمي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية


الدكتور كيفين كولين ، مشجعاً باحثي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على " العمل مع الأشخاص المهتمين بأبحاثهم والذين يمكنهم استخدامها لإحداث التغيير، وخلق تأثير إجابي في العالم."

يشعر كولين أن تميز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في الأبحاث، كتصنيفها في المرتبة الأولى على صعيد الاقتباس من أبحاثها لكل عضو من أعضاء الهيئة التدريسية، يمثل نقطة انطلاق هامة لعمله، ولكنه ليس سوى جزء من الصورة. وتحتل زيادة عمل باحثي الجامعة مع القطاع الصناعي والحكومة وغيرها من مستخدمي المعرفة الأكاديمية صدارة سلم أولوياته.

وقال كولين: "يجب أن تعزز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية سمعتها بتطوير التميز في الأبحاث إلى التميز في الابتكار وإحداث التأثير. ويجب أن نسهل على الباحثين وضع أبحاثهم موضع الاستخدام بتذليل العقبات القانونية والمالية والإدارية التي تعترض عادة سبيل التسويق التجاري".

يؤمن كولين إيماناً راسخاً بوجود رغبة أكبر في الأوساط الأكاديمية لإحداث تأثير أكثر مما يعتقد أكثر الناس.

وشرح ذلك قائلاً: "يرغب جميع الباحثين في أن يحدث عملهم فرقاً. وأنصح من يرغب منهم في إحداث تأثير بالكف عن التفكير بالتسويق التجاري لأبحاثهم، والتفكير عوضاً عن ذلك بالعمل مع من يهتمون بأبحاثهم، القادرين على استثمارها في إحداث فرق، وحتى تغيير العالم في بضع الحالات.