Top

تسريع نقاشات الاحتراق

اجتمع باحثو الاحتراق في الحرم الجامعي لحضور مؤتمر أبحاث تنظمه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية من ٥ إلى ٨ مارس بعنوان: "الاحتراق في الظروف القصوى". الصورة بعدسة أشرف ك. عبد الرحمن.

بقلم ديفيد مورفي، أخبار جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية

اجتمع خبراء في أبحاث الاحتراق في الحرم الجامعي لحضور مؤتمر أبحاث في الجامعة بعنوان "الاحتراق في الظروف القصوى". وركز المؤتمر، الذي استضافه مركز أبحاث الاحتراق النظيف، وعقد من 5 إلى 8 مارس، على الاحتراق في الظروف القصوى في محركات الاحتراق الحديثة.

حيث أبرز المشاركون وعروضهم التقديمية طوال مدة المؤتمر ثلاثة مواضيع جوهرية: الاحتراق مرتفع الضغط، والتشخيص المتقدم، والحسابات عالية الدقة والأداء لمحاكاة الاحتراق.

وناقش خبراء احتراق بارزون من الأوساط الأكاديمية ومختبرات وقطاعات وطنية السبل المتاحة لباحثي مركز أبحاث الاحتراق النظيف ونظرائهم الدوليين لتعزيز سبل التعاون الدولي وتطوير أبحاثهم للوصول إلى أنظمة احتراق فعالة ونظيفة. كما تناول الحضور أيضاً تحديات وفرص جهود الأبحاث القادمة وأنواع الوقود البديلة والتطوير المتواصل لتقنيات جديدة ومتقدمة تهدف إلى تخفيض انبعاثات الكربون في جميع أنحاء العالم.

رعاية التعاون والتأثير


جان فريشيه، بروفيسور العلوم الكيميائية المميز في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ونائب الرئيس لشؤون الأبحاث والابتكار والتنمية الاقتصادية متحدثاً في مؤتمر أبحاث بعنوان "الاحتراق في الظروف القصوى" في الجامعة. الصورة بعدسة أشرف ك. عبد الرحمن.

افتتح جان فريشيه، أستاذ علوم الكيمياء المميز في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ونائب الرئيس الأعلى للأبحاث والابتكار والتنمية الاقتصادية، النقاشات بالترحيب بالحضور في المؤتمر مع تسليط الضوء على بعض أهداف الجامعة وقدراتها البحثية.

وقال  فريشيه: "تسرنا دائماً رؤية وجوه جديدة في هذه المؤتمرات، لأننا نرغب في التعريف بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية المميزة. وما نملكه هنا في الجامعة ينتشر في سائر أرجاء المملكة. وأعتقد أن استقلالنا يُعد من أهم مقومات نجاحنا. فنحن نستقطب أفضل الباحثين، ونرغب في مواصلة استضافتهم".

وفي كلمته الترحيبية، تحدث الدكتور كيفن كولين، نائب رئيس الجامعة الجديد للابتكار والتنمية الاقتصادية، عن الأهمية المتواصلة للمزاوجة بين الأبحاث العلمية وأهداف واحتياجات القطاع الصناعي.

الدكتور كيفن كولين، نائب رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الجديد لشؤون الابتكار والتنمية الاقتصادية يلقي كلمته أثناء مؤتمر أبحاث "الاحتراق في الظروف القصوى" الذي عقد مؤخراً في الحرم الجامعي. الصورة بعدسة أشرف ك. عبد الرحمن.

وقال: "يرغب جميع الباحثين برؤية ثمار أبحاثهم والالتقاء بالمهتمين بها. فاللقاء بمن يهمه تقديم أبحاثك إلى العالم الأوسع نطاقاً خارج الجامعة، يعود بمنفعة متبادلة على الطرفين".

وأضاف: "يمكن للشركاء المساهمة عبر قنوات عديدة، ويُعدّ إشراكهم شرطاً مسبقاً لإحداث التأثير".

تقنيات احتراق جديدة فعالة

تحدث جيمس دريسكول، رئيس معهد الاحتراق في جامعة ميتشغان، في سياق كلمته الرئيسية الافتتاحية، عن أهمية مواصلة تقبل وتطوير تقنيات الاحتراق الجديدة الفعالة.

وقال: "أشعر أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية باتت اليوم مركزاً عالمياً لأبحاث الاحتراق، ومكاناً رائعاً يسرني أنّي تمكنت أخيراً من زيارته".

وشدد على أن: "العالم بدأ يدرك ضرورة توسيع أبحاثنا. وأعتقد أننا نحتاج إلى أصوات جديدة في هذا الميدان. وينبغي للجيل القادم أن يدخل إلى الحلبة، وتخطي ما أنجزه الآخرون من قبل. وينبغي أن نتخلص من الميثان والنتروجين في أبحاثنا".


حضور من أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب وزملاء ما بعد الدكتوراه في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وباحثون زائرون يستمعون إلى عرض تقديمي أثناء مؤتمر أبحاث "الاحتراق في الظروف القصوى" الذي عقد مؤخراً في الحرم الجامعي. الصورة بعدسة أشرف ك. عبد الرحمن.

وفي كلمته الرئيسية بعنوان "المحاكاة العددية المباشرة للهب مضطرب مسبق المزج ذي رقم كارلوفيتز مرتفع في ظروف الاحتراق في محرك"، تحدث أليكسي بولودنينكو، البروفيسور المشارك في قسم الهندسة الفضائية الجوية  في جامعة تكساس إيه اند إم، بالتفصيل عن التقدم الأخير في الحساب عالي الأداء والمحاكاة العددية المباشرة (DNS) كبيرة المقياس الذي أتاح استكشاف ديناميكيات التدفق بالتفصيل.

وعلق بولودنينكو على ذلك قائلاً: "يغير الاضطراب الجوانب الكيميائية. وعند شدة اضطراب مرتفعة، تجري السيطرة على معدل الاحتراق بواسطة خواص إطفاء الوقود. وفي ظل وجود اتجاهات كثيرة مختلفة في كيمياء الاضطراب، فقد باتت المسألة المطروحة حالياً تتمثل في كيفية نمذجتها؛ ويمكن ترجمة الطاقة الحركية بدقة عالية على مجموعة واسعة من المقاييس لتفضي إلى حركات ضخمة المقياس".

مستقبل الاحتراق

أعضاء من الهيئة التدريسية وطلاب وزملاء ما بعد الدكتوراه في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وباحثون زائرون يستمعون إلى حديث أثناء مؤتمر أبحاث "الاحتراق في الظروف القصوى" الذي عقد مؤخراً في الحرم الجامعي. الصورة بعدسة أشرف ك. عبد الرحمن.

افتتح تيجاني نياس، مستشار الأبحاث العلمية في شركة أرامكو السعودية، مداولات اليوم الختامي من المؤتمر. وأجمل نياس، الذي يعمل أيضاً مستشاراً أول في وزارة الطاقة والصناعة والثروات المعدنية السعودية، أبحاثه وأبحاث أرامكو عن الاحتراق المستدام، بما يشمل كفاءة الطاقة والطاقات المتجددة واحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتحويله.

وقال: "لقد أثارت مرافق جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية إعجابي، وأعتقد أن الجامعة تركز على المشاكل الملحة في أبحاث الاحتراق. ومن الجدير بالذكر أننا في أرامكو نشجع على زيادة مشاركة أوساط الأبحاث العالمية وشركاء الأبحاث. ويجب أن ننقل الاحتراق إلى المستقبل بسرعة. ونحن نسعى إلى تقليص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من منشآت الطاقة والصناعات كثيفة الكربون إلى الصفر تقريباً".

وأضاف قائلاً: "(يجب) أن نبني بيانات ضخمة عن التقنيات الراهنة. ونواجه حالياً العديد من التحديات العلمية في مجال الاحتراق، ومنها استبعاد التجربة والخطأ من تصميم معدات الاحتراق المضغوطة عالية الكثافة. ويجب أن نواصل تطوير تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه واستخدامه، وأن تنتقل أبحاثنا إلى نماذج حركية وهيدرودينامية يجري التحقق من صحتها بالبيانات التجريبية".

النماذج الحركية والقضايا الملحة

قال ماني ساراثي، أستاذ العلوم الكيميائية المشارك في قسم العلوم والهندسة الفيزيائية، والمدير المشارك لمركز أبحاث الاحتراق النظيف في الجامعة، إن أبحاث فريقه تضع نماذج كيميائية حركية مفصلة.

قال ساراثي: "يثير فهم سلوك الاحتراق في الظروف القصوى اهتمامي. وينصب جزء كبير من اهتمام فريقي على وضع نماذج للتنبؤ بعملية الاحتراق، إذ نضع نماذج حركية تساعد على تطوير تقنيات احتراق متقدمة. ونستخدم نماذج الطاقة الحركية الكيميائية لتحديد خواص احتراق المزيج البديل".

وأشار ساراثي في سياق عرضه التقديمي الذي عنوانه "كيمياء الاحتراق في الظروف القصوى" إلى أن: "صناعة بدائل لأنواع الوقود الحقيقي عملية شاقة ومملة. ونستخدم عادة شبكات عصبية وخوارزميات التعلم العميق للتنبؤ بخاصية احتراق محددة كزمن تأخر الاشتعال إلخ".

وأضاف: "نحاول في مختبرنا فهم أنواع الوقود عالية الكفاءة، فأنواع الوقود الحقيقية بالغة التعقيد. ولدينا سبل عدة للتعامل مع هذا التعقيد، ولكنه في نهاية المطاف يعيدنا إلى منهجيات مبسطة سليمة بصورة أساسية. ويمكننا وضع نماذج حركية أقل (جموداً) وأكثر تعقيداً".


حضور من أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب وزملاء ما بعد الدكتوراه في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وباحثون زائرون يستمعون إلى عرض تقديمي أثناء مؤتمر أبحاث "الاحتراق في الظروف القصوى" الذي عقد مؤخراً في الحرم الجامعي. الصورة بعدسة أشرف ك. عبد الرحمن.

وفي العرض التقديمي الختامي في المؤتمر، ناقش جهاد بدرة، وهو عالم مختبر في قسم تقنية وأبحاث وتطوير الوقود في أرامكو السعودية محركات الاحتراق الداخلي، والدور الهام الذي ستواصل لعبه في قطاع النقل لعقود قادمة على الرغم من الاهتمام المتزايد بالتقنيات البديلة. وغطى بدرة أيضاً عدداً من قضايا ومشاغل قطاع النقل في المستقبل.

وقال: "تزداد أنظمة الانبعاثات الغازية للسيارات صرامة أكثر فأكثر، ناهيك عن ارتفاع التكاليف العالمية التي تتكبدها شركات السيارات للالتزام بهذه الأنظمة التي تزداد صرامة. وتعتبر مشاغل المناخ والصحة والطاقة من بين أكثر القضايا الضاغطة في قطاع النقل".

الأفكار النهائية

وليام روبرتس مدير مركز أبحاث الاحتراق النظيف في الجامعة يختتم مؤتمر أبحاث "الاحتراق في الظروف القصوى" الذي نظمه المركز في 8 مارس شاكراً المشاركين على مشاركتهم. الصورة بعدسة أشرف ك. عبد الرحمن.

اختتم مدير مركز أبحاث الاحتراق النظيف المؤتمر بهذه الكلمات الختامية شاكراً الحضور على مساهماتهم واستعدادهم للتعاون طوال المؤتمر.

قال روبرتس: "أتمنى أنكم جميعاً موافقون على أن المؤتمر كان محفزاً. وأرغب في توجيه الشكر لكم على مشاركتكم، وخاصة من تجشموا عناء الحضور من مناطق بعيدة".

واختتم كلامه قائلاً: "أرغب أيضاً في تقديم الشكر إلى جميع المساعدين والمتطوعين. وأتمنى أن تكون الأيام الثلاثة الماضية قد صاغت بعض الأفكار بشأن كيفية عملنا معاً في المستقبل. شكراً على وجودكم هنا ومساعدتنا في إنجاح هذا المؤتمر".